عقوبة الدعوى الكيدية والتعويض عنها في السعودية

الدعوى الكيدية

كثيراً ما يعاني البعض من أضرار مادية ومعنوية نتيجة دعاوى قضائية تقام من الغير ويتم اختصامهم فيها دون وجه حق، وذلك بغية الإضرار بهم لأي سبب كان، فيعانون أشد المعاناة سواء كانت تلك المعاناة مادية تتمثل فيما يتكبدونه من نفقات للتقاضي أو نفسية معنوية نتيجة الشعور الدائم بالظلم والضغط النفسي الناتج عن وجود دعوى قضائية عليهم، فما هو موقف المنظم السعودي من هذا النوع من الدعاوى القضائية التي لا تمثل في جوهرها سوى دعوى كيدية؟

أولاً: ماهية الدعوى الكيدية

المقصود بالدعوى الكيدية الدعوى التي يتم إقامتها بغير وجه حق من قبل شخص (المدعي) مختصماً فيها شخص آخر (المدعى عليه) لمطالبته بشيء لا يحق له مطالبته به وهو على علم بذلك، أو يكون هدفه منها هو الإضرار بالمدعى عليه بغض النظر عن نوع الضرر مادياً كان أو معنوياً.

ثانيا: كيف يتم إقامة دعوى الكيدية؟

يمكن إقامة دعوى الكيدية من قبل الشخص المدعى عليه بأكثر من طريق، وتتحدد تلك الطريقة وفقاً لتوقيت الادعاء بكيدية الدعوى، ففي حال كانت الدعوى الكيدية متداولة يمكن عندئذ للمدعى عليه أن يقيم دعواه بكيدية الدعوى عن طريق إثباتها أمام المحكمة والمطالبة بتعزير المدعي عن دعواه الكيدية، وإن كان له أن يقيم دعوى مستقلة بطلب الحكم بكيدية الدعوى والتعويض متى كان قد صدر فيها حكم، فيتم عندئذ اتباع ذات الإجراءات المتبعة في إقامة الدعوى.

ثالثا: طرق إثبات كيدية الدعوى

حتى يستطيع المدعى عليه إثبات كيدية الدعوى المقامة عليه أن يتمكن من الآتي:

  • أن يصدر إقرار أو اعتراف من المدعي الذي أقام الدعوى الكيدية بكيديتها.
  • أن يتمكن المدعى عليه من نفي المزاعم التي تتضمنها الدعوى الكيدية، وذلك بأن يكون لدى المدعي دليل على ذلك.
  • خلو الدعوى من أدلة تؤيد ما تتضمنه الدعوى من أسانيد وطلبات.
  • وجود دعاوى كيدية سابقة أقامها المدعي ضد المدعى عليه وصدر حكم فيها بكيديتها، وذلك يعد قرينة على اعتياد المدعي إقامة دعاوى كيدية ضده.
  • أن يتمكن المدعى عليه من إثبات عدم أحقية المدعي في إقامة دعواه.

رابعا: الطلبات النهائية في دعوى الكيدية  

عند ادعاء المدعى عليه بكيدية الدعوى فإنه يطلب الحكم برفض الدعوى لكيديتها، بجانب طلب توقيع عقوبة تعزيرية عليه لإقامته الدعوى الكيدية بغية الإضرار بالمدعى عليه، كما أجاز نظام المرافعات الشرعية للمدعى عليه في الدعوى الكيدية أن يطلب إلزام المدعي بالتعويض عما أصابه من أضرار نتيجة إقامة هذه الدعوى الكيدية ضده.

خامسا: الحكم في الدعوى الكيدية  

متى تم الادعاء أمام المحكمة بكيدية الدعوى وثبت لديها تلك الكيدية، فإنها تقضي في الدعوى الكيدية ببعض الأمور الوجوبية وأخرى جوازية، وبيان ذلك على النحو التالي:

الأمور الوجوبية يجب على المحكمة أن تقضي برفض الدعوى باعتبار تحقق كيديتها، كما تقضي بالتعويض متى كان المدعى عليه قد طلبه في الدعوى الكيدية وثبت لديها تحقق ضرر مادي أو معنوي للمدعى عليه بسبب الدعوى الكيدية.

الأمور الجوازية هي بعض الأمور التي منح نظام المرافعات الشرعية للمحكمة السلطة التقديرية للقضاء بها متى تراءى لها ذلك ووفقاً لظروف كل دعوى، وتتمثل تلك الأمور في:

  • معاقبة المدعي في الدعوى الكيدية بحكم تعزيري.
  • تعزير أي شخص يكون قد تواطأ مع المدعي في الدعوى الكيدية كالشعود أو الخبراء وغيرهم.

سادسا: مدى جواز الطعن على الحكم الصادر في الدعوى الكيدية  

قررت اللائحة التنفيذية لنظام المرافعات الشرعية في مادتها رقم (3/ 6) أن الحكم الصادر في الدعوى الكيدية يكون قابلاً للطعن عليه بطرق الطعن التي قررها النظام.

أقرأ أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الآن واستفسر عما تريد