نتحدث اليوم عن عقوبة شهادة الزور في القانون السعودي إذ أن شهادة الزور من أكبر المحرمات في الإسلام حيث نهى الشرع عنها وحذر منها الرسول عليه الصلاة والسلام أشد التحذير.
الأمر الذي يسبب قلب الحقائق والإخفاق في تحقيق العدالة من هنا تأتي خطورة شهادة الزور على الأفراد والمجتمعات والتي انتبه إليها المشرعون في جميع دول العالم.
وتعرف شهادة الزور في القانون بأنها تعمد الخلف باليمين أو تزوير القول سواء كانت تلك الحقائق مكتوبة أو منطوقة،
حيث يصنف القانون شهادة الزور كجناية يقود ارتكابها إلى العقوبة بالسجن الذي يصل إلى خمس سنوات كاملة.
اقرأ أيضاً: شرح لبعض مواد اللائحة التنفيذية لنظام التكاليف القضائية في السعودية
Table of Contents
أركان جريمة الشهادة الزور
تثبت شهادة الزور ويتم التقاضي بها بالعقوبة التي يحددها القاضي ويراها مناسبة حسب مسألة القضية إذا توافرت ثلاثة أركان أساسية لشهادة الزور وهذه الأركان كالتالي:
- الركن الأول:
يجب على الشخص الذي يشهد تحت القسم أن يقول الحقيقة ويجب أن يكون الإقرار أو القسم واضحين بما فيه الكفاية على أن يكون المصرح على علم بأنه تحت القسم والذي يطلب منه قول الحقيقة.
- الركن الثاني:
يجب على المدعى عليه أن يدلي ببيان كاذب وهنا يجب أن تحدد لائحة الاتهام الأكاذيب المزعومة ويجب أن تحدد لائحة الاتهام الأكاذيب وحقيقة أنها أكاذيب.
- الركن الثالث:
الركن الثالث الحنث باليمين وهو أن تقول شيئاً لا تعرفه أو لا تنوي أن يكون صحيحاً.
إنه خطأ وليس نتيجة ارتباك أو خلل في الذاكرة.
إذا تم استيفاء هذه الأركان الثلاثة فيمكن إثبات الحنث باليمين وفرض العقوبة التأديبية المناسبة على القاضي.
حالات شهادة الزور التي تستوجب العقوبة في السعودية
على الرغم من أن القاضي هو من يبت بأمر العقوبة تبعاً للقضية التي ينظر إليها إلا أن القانون قد نص على بعض الحالات التي تكون شهادة الزور فيها تستحق العقوبة كالآتي:
- العقوبة لكل شخص شهد زور على متهم بالمخالفة أو الجنحة أو شهد زور لينفي عنه تلك المخالفة أو الجنحة.
- لكل من شهد الزور في الدعاوى المدنية أو التجارية أو العقارية أو الجنائية أيضاً تم فرض عقوبة بحقه.
- ينبغي توقيع العقوبة على كل من شهد زوراً مقابل مبلغ من المال أو ما يعادله.
- العقوبة لكل من أجبر أو أكره شخص على كتمان الشهادة أو أجبره على الإدلاء بشهادة زور.
- العقوبة لكل من يحنث باليمين أو حلف يميناً كذباً وأدلى بشهادة كاذبة.
الحالات التي تتمثل بإثبات شهادة الزور
تشمل تلك الحالات الإثباتات التالية:
- قيام القاضي بتقديم كافة المستندات والدلائل التي يتم بها إثبات شهادة الزور في مجلس القضاء واجتهاده في جمعها.
- إقرار الشاهد بأن شهادته كانت زوراً.
- ذكر الأمور التي تدل على تناقض في شهادته.
- التركيز على الأمور المؤثرة في الشهادة مثل توجيه أسئلة مؤثرة على الشاهد الذي قدم شهادة الزور.
- إثبات ما ينفي أقوال الشاهد من خلال تقديم دليل مادي يثبت ذلك.
- إثبات تعارض بين الشهادة الزور وبين واقع الأحداث بما يبين بأن من أدلى بها لم يحضر تلك الواقعة على الإطلاق.
- عندما تعتمد شهادة الزور على الاحتمالات الضعيفة فعندها لا تكون مقبولة.
اقرأ أيضاً: تأسيس شركة في السعودية.. وفق خطوات سليمة ومدروسة
الأسباب التي تتمثل بالبراءة من شهادة الزور
الدفوع في جريمة الشهادة الزور هي التي يتم تقديمها لنفي شهادة الزور وتعتبر من أسباب البراءة في جنحة شهادة الزور وتشمل ما يلي:
- رجوع الشاهد عن شهادته وعدم إصراره عليها.
- تعارض الشهادة مع غيرها من الشهادات الأخرى.
- عدم إدلاء شهادة الزور أمام القضاء بعد حلفان اليمين.
- الخلط بالشهادة أو إدخال بما لا يدخل.
- عندما يخطئ الشاهد بالشهادة فلا يحاسبه النظام عليها.
عقوبة الشهادة الزور في السعودية
شهادة الزور هي إفادة شاهد في واقعة لإثباتها أو نفيها بعد حلف اليمين أمام القضاء أو أمام جهة لها صلاحية سماع الشهود وهذه الشهادة تفيد في توضيح ظروف الواقعة وبيانها.
وتعمل هذه الشهادة في تلك الواقعة على توضيح ظروفها وأحداثها كما أن تلك الشهادة قد تكون هي الفصل في الحكم في قضية ما، وهنا تتضح أهمية الشهادة فقد ينتج عنها تغيير مصير الإنسان.
لذلك جاء القانون لحماية من يدلي بشهادة الزور وفرض عقوبات عليه بتهمة تزوير المعلومات بقصد إيذاء الآخرين أو قمع شهادته لمنع ظهور الحقيقة.
لذا جاء القانون السعودي بالعقوبة الرادعة لكل من يشهد زور وهي تتراوح من السجن أو الضرب أو التشهير أو التوبيخ.
وحسب قانون العقوبات المتبع في السعودية يترك الأمر للقاضي الشرعي في اختياره للعقوبة المناسبة حسب موضوع القضية وحسب كل حالة،
وشهادة الزور في القانون تعتبر جنحة يعاقب عليها بالسجن أو الغرامة أو الجلد.
أسباب البراءة في جنحة الحنث باليمين
تشمل الأسباب التي يمكن استخدامها لإثبات البراءة الشهادة التي تم الإدلاء بها أمام محكمة مدنية أو جنائية وعدم وجود أدلة لدعم الجريمة والطعن في شهادة الشهود.
حيث جاءت تلك الأسباب كما يلي:
- كان السبب البدائي والنهائي للبراءة في الحنث باليمين هو الشهادة في المحكمة وعندما يتم الإدلاء بالشهادة في محكمة مدنية أو جنائية تحت القسم.
- نقص الأدلة في مثل هذه الحالات التي لا توجد فيها أدلة كافية لدعم جريمة الحنث باليمين مثل وجود تناقضات أو عدم دقة، يمكن أن يكون هذا بمثابة سبب للبراءة.
- اعتراض على شهادة الشهود فمن الممكن لشخص متهم أن يطعن في شهادة الشاهد التي تم الإدلاء بها ويمكن أن يشمل ذلك التشكيك في دقة ما تم قوله.
- إذا تم اتهام فرد زوراً بالحنث باليمين فقد يتمكن من المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي سببها الاتهام الكاذب ويمكن أن يشمل ذلك الضرر الاقتصادي نتيجة توجيه الاتهام خطأ.
- عقوبات الحنث باليمين في معظم الولايات القضائية تكون عقوبات الحنث باليمين شديدة ويمكن أن تشمل الغرامات والسجن وحتى الحرمان من بعض المهن أو الأنشطة.
وبعد فرض تلك العقوبات من قبل الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية وتبعاً للنظام السعودي،
فمن المهم للمتهمين في الحنث باليمين أن يفهموا العواقب المحتملة قبل الدخول في أي إجراءات قانونية.
اقرأ أيضاً: كيفية تقديم لائحة اعتراضية على حكم صادر عن محاكم السعودية
الأسئلة الشائعة:
من الخطيئة أن تخفي الحقيقة حيث إن إخفاء الحقيقة عن قول الحقيقة يستتبع العقاب وتكون العقوبة متروكة للقاضي.
قبول الشهادة أو عدم قبولها أمر يعود إلى القاضي فيحق للقاضي في المحكمة أن يرد شهادة الزور إذا تبين له بأنها غير صحيحة وأن يقوم بتأديب من أدلى بشهادة الزور والحكم عليه بعد تحقق أركان جريمة الشهادة الزور بالسجن أو الغرامة أو الجلد.
والشهادة الزور جريمة فكل شخص حاول أن يساعد صديق أو قريب أنه يشهد معه في قضية هو لا يعلم مضمونها ولا يعلم أطراف النزاع فيها وقام بالشهادة لصالح أحد الأطراف في القضية وحصل مقابل هذه الشهادة على أموال فهذه شهادة زور وتمثل جريمة طبقا للمادة 294 من قانون العقوبات.
يتم إثبات شهادة الزور عن طريق القاضي في مجلس القضاء واجتهاده في جمع الاستدلالات وإقرار الشاهد بأن شهادته كانت زوراً.